❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
حمزة العطار
خطة ملؤها الدهاء والمكر والأمن والاستخبارات والضربة الاولى القاسمة، رُسمت بتوافق أميركي صهيوني، أُريدٓ من خلالها، تصويب الضربة القاسمة والقاضية للمحور، معلنة ولادة حقيقية للشرق الأوسط الجديد، كانت ستجعلهم يعيشون، عقوداً، وربما قرون، يحكمون دون مشاكل في منطقة، ظنوا أنهم قضوا على آخر فصول الممانعة فيها، خاصة بعد أن اعتبروا إنهاء أذرع تلك الحركة ولم يبق منها إلا القليل الذي سيقتله بُعده عن هواء تحركاته، أقصد أُم المحور، ولبرهة مرت، فقد كان لهم ما أرادوا لولا لطف الله وتسديده، وعوامل أخرى منعت ما يتمنون، فكان أن سقط مشروعهم وتوجيههم وبانت بوادر الخيبة التي تتكشف يوماً بعد يوم ولا تزال، ونجت راية الحق من جديد، لتؤكد يقينية تسليم هذه الراية لأهلها واستمرار المقاومات في غير بقعة، معلنة فصلاً جديداً من فصول الانتصار التي لن تنتهي إلا ببشائر خير، تحملها القادمات من الأيام، لتؤكد المؤكد بأنها راية الحق والنصر والهداية .
حقيقة ما جرى ويجري، أو بعض الحقيقة التي تناهى إلى مسامعنا بعض منها كانت مرعبة لو أنها صارت، ولكنا شهدنا خنوعاً وخضوعاً يستمر ربما لعقود وقرون، معلناً السيادة المطلقة لإسرائيل في المنطقة، ومثلها سيادة مطلقة لأمها أميركا في أرجاء المعمورة، ولكن ،" يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" .
بعد ما التوضح تلميحاً أو تصريحاً أو ربط أحداث وتقاطعات، أظهر مشروعاً تدميرياً لو حصل لكان حينها ولد الشرق الأوسط الجديد الذي تحدث عنه نتنياهو، ولكنا شهدنا عكس ما نشهده اليوم، لكُنا تيقنا أن على الدنيا العفة وبأننا انتهينا إلى غير رجعة، لكن التدبير والتيسير فعلا ما يجب فعله، وها هي إشارات الفشل والهزيمة، تلوح مع كل صاروخ مبارك، مؤكدة فشل ما كانو يحيكون، فما الذي حصل ؟ وما كانت الغاية ؟ وما هي النتيجة التي وصلوا ويصلون إليها ؟ .
بداية لقد تكلم ترامب صادقاً أنه سيأتي إلى حكم أنهى أو ينهي صور الحروب والاقتتال وقد ضمن أن ولايته وربما ما بعدها لسنين طويلة سيحكمها الأمن والأمان وستنتهي كل أشكال الممانعة التي ظهرت يوماً, وسيعيش العالم كما أراد له أن يعيش، مقتصاً من كل منغصات تؤرق مضجعه، معتمدا على وحدانية الحكم بعد إنهاء كل حركات الممانعة، لكي يتسنى له التفكير في إنهاء ما ربما أن يكون سبباً في إقلاق راحة مستقبلية، إن من روسيا أو كوريا أو الصين أو غيرها، زارعاً حالة الرعب العالمي القادم والتي ستكون جواز سفره نحو استمرار القيادة العالمية وتثبيتها ، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، فقد جرت الرياح بعكس ما أرادتها أميركا واسرائيل ولربما، ينشأ عن كل ما يحذث، مفاهيم وأنظمةو مقاومات وحركات، ستسهم في إنهاء الجور والطغيان أينما حل، وستمهد وفق المعتقد الشيعي الصحيح، لظهور الإمام الثاني عشر والاخير، والبقية الباقية، الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً .
حتى لا نتفرع ونغوص بين مؤيد ومعارض لمبادىء فقهية وقوانين إلهية وفق كل مذهب وديانة، فإننا نعود إلى سردية ما حصل وكان يمكن أن يحصل، وماذا ستكون النتيجة .
البداية لم تكن صدفة ولا وليدة حدث معين، فبعض الأحداث، قد بانت خيوط التركيب والمتابعة فيها، وصولاً إلى ما كانو يمنون به أنفسهم .
لم تأت أحداث الفترة الماضية، من طوفان الأفصى وإجبار الرئيس الأسد على ترك الحكم من فراغ، بل كانت نتاج غرفة عمليات، تصورت كيف النهاية تكون وهي باتت اقرب إلى التطبيق، ضمن شرق أوسط يعيش وفق المشروع الصهيوني، وضمن ترتيباته لينعم هذا الشرق، ومعه العالم، بحياة هانئة رُسمت مشاهد كيف لها أن تكون .
تأتي العملية بعد طوفان الأقصى، وبعد إنهاء لكل حركات المقاومة، ليبدأ بعدها رسم المنطقة الموعود وفق توجهاتهم، لكن العوائق والموانع، فرملت خططهم وغيرت في بعض أبجدياتها، لتأخذها إلى طريق مغاير، يرسم خواتيمها التي يبدو أنها لن تطول .
عودٌ على بدء، وبالعودة إلى ما حصل ويحصل، جُعل طوفان الأقصى، بداية نهاية هذه الحركات، وكانت التصريحات التي تصدر، تدري ما هو التوجه وكيف ستسير الأمور، وهم كانو يعلمون، ما هو القادم، وكيف ستتمكن أميركا، بواسطة إسرائيل من إنهاء هذه الطفيليات التي تحول،إبطاءاً أو إلغاءً لهدفها .
وما كانت الخطوة الثانية التي رافقت الاولى، عبر اجتياح وحرب طاحنة في لبنان، سوى استكمالاً لمشروعهم، ليأتي بعدها د دور إسقاط الحكم في سوريا، وقد تحقق، ويتم بعدها الإستفراد بإيران لتكون هي الضربة التي ستنهي معها آمال وأحلام وتطلعات كل أحرار العالم الذين يسعون لرفع المظلومية أينما حلت .
كلام كثير يأتي في مجريات ما حصل لغاية الأسبوع الماضي، الذي كان مخططاً أن تكون معه النهاية، ليكون الرد مرة جديدة، بأن يد الله فوق أيديهم، وأنهم يفعلون ما يشاؤون، لكن الخاتمة ستبدو، بغير ما يرجون ويحلمون، وها هي بشائر ذلك التغيير تبدو عند إطلاق كل صاروخ ايراني يدك اسرائيل، وعند كل عمل مقاوم يصنعه الفلسطينيون، ناهيك عن كثير خفايا ومفاجآت خبأتها باقي حركات التحرر، لا سيما لبنان، ليأتي دورها حينما تستدعي الحاجة لها أن تظهر، ويكون معها بداية رسم الانتصار الذي أجمعت عليه كل الديانات .
اذن، فقد كانت ضربة الجمهورية الايرانية، ختام النتاجات، ليتم بعدها عن ولادة مرجوة للمحور .
لحظات العدوان الإسرائيلي الاخير على ايران، حملت معها اليقين الذي لا يحمل الشك بأن النهاية حانت وستكون بداية الانتصار، يعيد خبر انتظروه، وهو إعلان اعتياله والسير بالمفروص، قسراً، في ظل وجود عوامل أخرى ستنهي المقاومة، ومعها تكون الحرية المطلقة لاسرائيل في كامل المنطقة خصوصا مع غياب المعارض لهذا المشروع وفي ظل انبطاح عربي، خليجي تحديداً لم نشهد له مثيل .
وقد اعتمد مشروعهم على عملهم وفق ما تم التخطيط له، وبأن أبواب النهاية فُتحت ولن تُغلق الا بنهاية المشروع.
شاء الله وهم شاؤوا حينما أرواد لكن ما خططوا أن يصلوا إليه فشل، وكان لرجالات محور المقاومة أن قالو كلمتهم ويقولونها، أن صيحات المحور ستطرب جميع الاذان حتى قدوم الصاحب، ليكملوا مابدأوا ولتكن رسائل في كل اتجهات .
ما حصل في إيران لم يكن بالأمر السهل الذي كان لأحد أن يتوقعه، فقد كان المشروع المخطط له كاملاً من كل النواحي، لا ينقصه الا ساعة الصفر والبدء بالتنفيذ، خطة ماكرة ومحكمة، لو قُدر لها أن تنجح، لكنا رأينا ما لم
نتوقع أن نراه يوماً، فمن اغتيالات لبنان والضربات الكبيرة التي نُفذت كان لهم في خطتهم فكرة ومشروع، عبر إغتيالات في آنٍ معاً، تشمل قيادات عسكرية وأمنية إضافة إلى علماء ونخب في مجال التصنيع النووي، ولا تستثني المرشد، الذي هو يوازي العلماء والقادة، بل أكثر، وتكون تلك الضربة مفتاح نهاية الجمهورية الايرانية، من خلال تنفيذها بقوة وعنف ومفاجئة مما يربك الشارع الايراني ويخلق الفوضى المطلوبة من أجل استكمال الخطة، عبر تجهيز عملاء انتظروا ساعة الصفر، للبدء بإحتلال مباني أساسية كمبنى الإذاعة والتلفزيون ومبنى قيادة الحرس وبعض القيادات الأمنية والعسكرية، وتكون الضربة قد أنجزت قبل أن تستفيق إيران من صدمتها، بسبب من اغتيل، وقد حُضّر لهذه الغاية آلاف المسيرات الى داخل ايران، وجيش من العملاء القادمين من مناطق الحدود الإيرانية، لا سيما الكرد والسيستان والبلوشتان، وكانت الخارطة تقول أنه في خلال ساعات لا أكثر، تسقط ايران، ويسقط نظام الحكم العسكري والديني فيها .
وكانت باكورة الضربات هائلة، ظناً بإلحاق عدد أكبر من قيادات وعلماء إضافة إلى عدد كبير من مسيرات انطلقت من الداخل الايراني، خصوصاً من المناطق الحدودية التي تم ذكرها، ليتم الإعلان بعدها وخلال ساعات، من انتهاء حكم ولاية الفقيه، وانتقال إيران الى الحكم الذي أرادوا له أن يكون، وهم في ذلك مراهنين على جمع كبير من نخب إيرانية معارضة لكل أشكال نظام الحكم السابق .
عُطلت أجهزة كثيرة في إيران حيث أصبحت، في نظرهم، مسيطر عليها الكترونياّ، وانطلقت مسيرات كانت تنتظر ساعة الحسم، وكلٌ أخذ دوره وموقعه، إيذانا ببدء التحرير .
غفلت عيون الشر المخططة حقائق عدة، اكتشفوها متأخرين وهي الأمور التي ساهمت في إبقاء إيران شامخة لا تلين، فقد ظنوا أن الضربة الاولى الكبيرة، ستنهي معها آلاف المنشآت التي تضم صواريخ استراتيجية كما ستنهي البرنامج النووي من خلال ضربات، لكل المراكز والمفاعلات التي حينما تضرب، تصبح إيران خالية من النووي، وبأن هذه الضربة الابتدائية، ستحرم إيران من كل قيادييها،عسكريين ميدانيين وعلماء، فتصبح إيران عاجزة عن الشروع في إكمال مسيرتها العلمية، نتيجة غياب العقل، ومسيرتها العسكرية والأمنية نتيجة ضرب القيادات، وطبعا إنهاء السيطرة والقيادة من خلال اغتيال القائد، لتكون تلك الضربة التي تقسم ولا يمكن النهوض منها، أو استيعاب ما يحدث، وقد راهنوا، أن أيام قليلة ستكون كفيلة بإنهاء كل ما خططوا له والبداية بإيران جديدة، أرادوها منذ أكثر من أربعين سنة، ويسعون إلى أن تكون بشتى الوسائل والطرق، لكن حقائق وأساسيات فاجأتهم خلال التنفيذ، وبينت لهم جهلهم المطلق بإيران وشعبها وحتى معارضي نظام الحكم فيها، ليتضح لهم جهلهم من خلال ما سعوا إليه، وفشل مشروعهم، وتيقنهم أن إيران لا تزال قوية جداً، لم يصب مخططهم فيها إلا القشور، لتبدأ مرحلة استيعاب الصدمة، من خلال ابلاغ خلفاء الشهداء القادة بأن دورهم بات بإكمال مشروع الثورة، وذلك خلال سويعات مما حصل، كما تفاجئوا بأن برامج إيران النووية والتسليحية وكل ما يمكن أن يتم استهدافه، قد وضع في أماكن آمنة ضمن منشآت محمية، يصل عمق بعضها إلى ال٧٠٠ متر، وهو أمر يجعل استحالة تنفيذ ما يصبون إليه، من خلال وجود حصون مانعة لا يمكن التأثير عليها، وجمهور وفيٌ متمسك بفارسيته رغم كل الخلافات الداخلية، ورفضه أن يكون من خلال خلافاته الداخلية، مساهماً في تسديد خنجر إلى صدر الحكم، فيكون الخلاف داخلياً مهما تعاظم، لا يترك للآخرين إمكانية التغلب او النفوذ لتحقيق مكتسبات على حساب هذا الاختلاف، وهو أمر فاجىء المراهنين على مدى تعلق الايرانيين المعارضين بإيرانيتهم رغم الاختلاف، وعدم القدرة على استغلال هذا الخلاف للنفاذ وتحقيق ثغرات في أركان تشكل الدولة والنظام وهم الاكثر تعصباً وتعلقاً بفارسيتهم رغم كل الاختلاف وهو تعصب رأيته في مناسبات عدة منهم، لدرجة تذهل عن مدى تعلقهم بالوطن الام .حقيقة ساعات قليلة بينت أن المشروع المراد منه تغيير النظام الديني والدستوري في إيران قد فشل، و إقامة نظام حكم مطبع ويسير في ركب الأسلاف في المنطقة، هو أمل صعب التحقيق، وأن كل الشهداء القادة تم تعيين خلفاء لهم في وقت قياسي وإكمال ما بدأه القادة الشهداء وأن ضربات الطرف الاخر، مهما علت وقست لن تستطيع أن تصل إلى مبتغاها، نتيجة التعقيدات الوقائية التي ترافق هذه المنشآت وهو أمر يجعل تدميرها من أكثر المستحيلات، حتى أن كل خرق تكنولوجي وسيبراني تم، تفاجئوا لما رأوا الحصانة المعلوماتية الهائلة التي ترافق كل الأنظمة .
انتهت الضربة الأولى القاسية والكبيرة والتي بينت خطأ ما ينوون تنفيذه واستحالة القدرة على تدمير إيران وتجهيزها بخبايا وفق برنامج يجعل من استهدافها أو انهائها أمراً مستحيلاً مهما تعاظمت قوة هذا الاعتداء، لتبدأ مرحلة أخذ الثأر الذي ما استطاعت معه اسرائيل سوى إخفاء بعض حقائق قوة الرد من خلال محاولة التعتيم الاعلامي الذي يظهر بعض نتائجه رغم محاولات التعتيم المستمرة، وتفاجئوا هم أنفسهم بالقدر الهائل لحجم القدرات الصاروخية لديهم من ناحية قدرتها التدميرية ودقتها وحسن اجادتها في القدرة على المناورة القتالية، الأمر الذي جعل مع كل هذا الإقتدار، استحالة في إمكانية استهداف عدد كبير من الصواريخ المهاجمة، رغم كثرة المدافعين من عرب واميركيين وغرب وغيرهم، والاستحالة أحياناً كثيرة من إمكانية إسقاط هذه القدرات الصاروخية الهائلة أو التأثير عليها .
حقيقة لمسها كل الساعين إلى تغيير القواعد مفادها انكم ما قدّرتم جيداً حقيقة قدرة الردع دفاعاً وهجوماً من ايران، وما تملكه من أوراق قدرة لم تستعمل منه حتى اليوم إلا القليل، ليبدأ مشروعها الذي عملت عليه منذ عقود ويبدو أنه حان وقته، وهو مشروع إزالة اسرائيل من الوجود، وهو ما نشهده اليوم خلال كل رماية تجبر معها الكيان كله من جنوبه إلى شماله من الاحتماء بشكل كبير مما هو قادم نحوهم، وهم الذين خبروا هذه القدرة نتيجة ما يحصل معهم خلال أيام القصف المركز التي تلت لحظة مرحلة استيعاب الصدمة، وأخذ المبادرة في القادم من ردود .
حقيقة ترسخت لدى الجميع بإستحالة إحداث الضرر الاستراتيجي مع هذه القوة وهو أمر نراه يومياً في تصريحات ترامب من جهة أو حتى تصريحاتهم أنفسهم التي أوصلتهم إلى حد اليقين بعدم إمكانية تبديل أنظمة الحكم، بل عدم القدرة على استمرار الصمود أمام هكذا تهديد، وهو أمر يفهمه ترامب جيداً ويعرف خطورته وما يمكن أن يؤدي إليه هكذا عمل مهما تعاظم الدعم الدولي كان أم عربياً، ولا زالوا يبحثون عن طريق النزول عن الشجرة، بطريقة تحفط لهم ماء الوجه، وتحفظ بعض كرامة وهيبة أوحلتها بطولة إيران .
القادم يؤكد ما تم ذكره، ليؤكد أيضا ما تم الاقتناع به، أميركياً وإسرائيلياً لم يعد يمكن أن يتحقق، وأن امريكا اذا لم تحاول ايجاد مخرج معين خلال أيام قليلة، فسوف نشهد رحلات هجرة كبيرة، تكفي للبدء بالاعلان عن بداية انتهاء الدولة الهجينة التي حاولت بريطانيا وأميركا زرعها في الشرق الاوسط .
إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا، بإذن الله .
حمزة العطار